رواية هوس من اول نظرة (كاملة) بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
لهما ذلك الصبي الصغير الذي مازال
جالسا
فوق الكرسي الخشبي كما تركته أشارت نحوه بيدها و هي تحدثه داه ياسين صديقي الجديد هو شاطرة في المدرسة و بيطلع الأول بس عنده اخوه بيبي في البيت
مش بيسبه يدرس مسكين قاعدة في البرد عشان عاوزة يذاكر رغم انه ولد صغير إلا أن سيف شعر بغيرة
شديدة لأنها تهتم يأمره تأفف قليلا قبل ان يتحدث بنبرة لا تخلو من الانزعاجطيب عاوزاني أعمله إيه سيلين بحماس و قد لمعت عينيها الزرقاءبسعادة لتزداد فتنة عاوزة يجي يذاكر في الفيلا و نعمله مكتب عشانه سيف بتنهيدة حاضر يا حبيبتي اللي إنت عاوزاه يتنفذ سيلين أنا عاوز يجيب كل أدوات المكتب
قبل أن تتراجع خطوة إلى الوراء مردفة بخجل حاضر بس مش هنا بعدين في الاوضة سيف بغيرة رغم فرحته الشديدة يعني كل داه عشان الاستاذ لي هناك داهسيلين بنفي لا بس أنا قررت توسعت عينا سيف بفضول قاټل و تسارعت دقات قلبه و كأنه كان يركض لاميال حتى
الذي يمثل بالنسبة له الحياة بأكملها ليهتف بلهفة يستعجلها حتى تتحدث و تريح روحه و قلبه كملي قررتي إيهإزداد إحمرار وجهها خجلا و هي تشاهد لهفته عليها لتستجمع كل قوتها لتتحدث لكن كما يقال يا فرحة ما تمت عوض ان يستمع لصوتها الرقيق تخبره عن حبهاله و إستعدادها لبدأ حياة جديدة معه و من غيره هادم اللحظات السعيدة الغبي كلاوس
منه في الحال لإفساده تلك اللحظة المنتظرة ليهتف پحقد و هو يشير نحو الفتاة أعرفك يا حبيبتي دي خطيبة كلاوس لا تسأل عن وجه كلاوس الذي شحب فجأةو هو يلتفت ناظر باشمئزاز نحو تلك الممثلة التي كانت ترمق سيلين و سيف بإعجاب شديد و هي تفرقع
الفصل الثالث و العشرون من
حتى مرت الليلة على خير تقلبت يارا على الفراش بأرق فطوال الليل لم تغمض عيناها رغم تعبها الشديد و حاجتهاالماسة للراحة
تنهدت و هي تحرك جسدها بصعوبة نحو الطرف الاخر من الفراش للمرةالعاشرة بعيدا عن صالح الممدد بجانبها رغم ما حصل بينهما إلا أن نفورها من قد إزداد أضعافا مضاعفة شعرت برغبة عارمة في التقيئ بعد أن تذكرت أنه مازال يوم آخر ستقضيه برفقته المشكلة أنه حتى دموعها التي كانت تخفف بعضامن معاناتها قد جفت لعڼته بداخلها
و هو يغمغم بنعاس منمتيش ليه لغاية دلوقتي تعبانة من حاجةتعبانة من حاجات كثيرة اوي و إنت سببهم كلهم بهذه الجملة كانت يارا ستجيبه و لكنها تراجعت فهي ليست في حالة نفسية و جسدية جيدة للدخول في أي نقاش لتجيبه بصوت مبحوح و ضعيف مجاليش نوم إتكأ صالح بكسل على ذراعه الاخر أزاح خصلات شعرها التي تغطي خديها قائلا بصوت دافئ معاكي حق المفروض الليلة دي منامش تنتفض يارا بنفور تصړخ بدون وعي إبعد عني كفاية قرف إبتلع صالح كلماتها و إنفعالاتها محافظا على
هدوءه لتتعالى ضحكاته إنت نسيتي إننا متجوزينإنشغل بالبحث عن هاتفه حتى وجده ليضيف
ياااه الساعة لسه ثلاثة الفجر
أعاد هاتفه لمكانه رغم صړاخها و مقاومتها إلا أنه همس ببضعة كلمات في أذنها جعتلها تتوقف عن الحركة متجمدة في مكانها
إهدي و نامي لأحسن أنفذ اللي في دماغي و انا
بصراحة على آخري قلتي إيه يا بيبي أومأت له بالموافقة
لتقول خلاص انا هنام تصبح على خير صالح بابتسامة سمجة و إنت من أهلي يا بيبي في اليوم التالي دقت الساعة التاسعة صباحا فتحت يارا عينيها بصعوبة بالغة لتتمتم بداخلها بحنق يا رب داه إيهالقرف اللي انا فيه جاهدت حتى تنطق لتجعل صالح يتوقف عن عبثه أنا صحيت إبتسم هو بمكر و ببطئ شديد بدأ بسحب الغطاء الذي كانت تتمسك به حول عنقها بقوة حتى شعرت به يارا لتهتف بتعمل إيهصالح ببراءة و لا حاجة إنت هتقعدي طول
اليوم كدهيارا بتهتهة أيوا قصدي لالا هقوم هقوم بعد شوية صالح بخبث
طب مفيش صباح الخيرتصنعت الابتسام و هي ترد عليه صباح
النور سمعت تأففه قبل أن يتجلس في مكانه و هو يقول بحنق لا مش دي أنا عاوز من دي قالها بتذمر طفولي جعل يارا تنصدم بشك من أن الذي أمامها هو نفسه صالح عزالدين بينما لم تطل حيرتها مسترجعا ذكريات البارحة قبل أن ينهض نحو الحمام ليغيب داخله صافقا الباب وراءه في تلك اللحظة فقط تركت يارا العنان لشلال دموعها لټنفجر في بكاء مرير و هي تشبث بالغطاء و ترفعه فوق جسد ليغطيهابأكملها إنتهى صالح من أخذ شاور ليخرج مرتديا ترينج شتوي باللون الأسود و الرمادي و يضع منشفة خلف عنقه ألقى نظرة نحو يارا المختفية تحت الغطاء بينما كان جسدها يهتز دون صوت ليعلم أنهاتبكي نزع المنشفة من حول حنقه ليرميها بقوة فوقها صارخا پعنف مش قلنا مش عاوز زفت
نكد و إلا إنت مصرة تحرجيني عن طوري عاجبك وشي الثاني صح أبعد الغطاء عن وجهها بقوة لترتجف يارا
من رؤية وجهه الغاضب ليكمل هو و قد إكتسى صوته بعض اللين يلا ياقلبي قومي أنا حضرتلك الحمام جوا خذي شاور عشان أعصابك تهدى انا هطلع
عشان أحضر الفطار و
هختارلك فستان على ذوقي عشان تلبسيه يلا قومي بلاش كسل غمزها بطرف عينه في آخر كلماته و هو يجذب بقية الغطاء لينزاح بأكمله مظهرا جسدها
الفتي أمامه ليعض صالح شفتيه بحركة وقحة
إنتفضت يارا و هي تصړخ فيه و تشتمه يا قليل الادب يا ساڤل ثم جذبت الغطاء لتلمله حولها و هي ترمقه بنظرات شرسة قابلها هو بأخرى غير بريئة و قد تعالت قهقهاته المرحة قبل أن يتحرك بخطوات بطيئة نحو الخزانة و هو يدندن بألحان أغنية شعبية بينما زحفت يارا على ركبتيها حتى وصلت للجهة الأخرى من السرير ثم نزلت منه لتتوجه نحو الحمام و هي تلف الغطاءالذي إنزلق حتى كادت تتتعثر به و هي ټشتم صالح بصوت عال إنت لا يمكن تكون إنسان طبيعي بجد عمري ماشفت كده ظلت تشتمه حتى غابت وراء الباب و هي تحكم إغلاقه من الداخل بعد أن إستمعت لتنبيهه متتأخريش جوا يا بيبي اصلك
بتوحشيني اوي لما تغيبي عليا مش عارفإزاي هصبر عليكي الفترة اللي جاية بعد دقائق طويلة صعدت يارا درج اليخت نحو السطح بعد جففت شعرها و إرتدت الفستان الذي وجدته فوق السرير و فوقه معطف من الفرو باللون الأبيض لكن قبلأن تصل للسطح جاءها
صوت صالح من الطابق السفلي يناديها
الجو برا برد إنزلي تحت الفطار جاهز نزلت السلالم مرة أخرى و هي تتبع صوته متأملة بانبهار فخامة و جمال اليخت فهي في الأمس لم تسمح لها حالتها النفسية برؤيته جيدا وجدته يجلس على أريكةحمراء تتوسط الغرفة الغرفة الفسيحةذات الجدران الشفافة التي تتمتد على جميع اتجاهات هذا الطابق لتشهق يارا من جمال المناظر الطبيعة التي تظهر لها حيث يتعانق البحر و السماء في مشهد طبيعي رائع يسلب الأنفاس من شدة جماله حتى أنها لم تشعر بصالح الذي كان يخلع عنها المعطف ووهو يهمسفي أذنها بصوت أجش حلوأجابته و هي تشرد في تفاصيل الجمال الرباني و خاصة في المباني البيضاء البعيدة على حافة البحر وهي تجيبه بانبهار يجنن
و هو يزيح شعرها ليجعله على كتف واحدة مش أحلى منك يا روحي أفاقت يارا من شرودها في جمال البحر و السماء و مباني الإسكندرية على قبلات صالح التي أصبحت اكثر تعمقا مع مرور كل ثانية لتنتزع نفسها منه بصعوبة و هي تدور حول
الطاولة التي كانت تعج بأصناف كثيرة و متنوعة و كآنه ليس إفطارا لشخصين بل وليمة كاملة يارا بتلعثم أنا جعانة اوي خلينا نفطر الأول ومأ لها صالح و هو يحاول بقوة إسترجاع
رباطة جأشه ليجلس من جديد في مكانه و هو عيناه لا تنزاحان أبدا عن يارا التي
كانت رائعة بشكل يصعب وصفه خاصة
لون بشرتها الذي لم يختلف كثيرا عن لون الفستان كانت تأكل ببطئ و تأن حتى تكتسب وقتا أكثر فنظرات صالح الغير بريئة ابدا باتت تعلمها جيدا و بالفعل صدق حدسها و
متابعة القراءة